اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 101
عند مناجاتهم مع الله وعرض حاجاتهم إياه سبحانه رَبَّنا إِنَّنا بعد ما آمَنَّا بك وبكتبك ورسلك بمقتضى توفيقك إيانا فَاغْفِرْ لَنا بلطفك ذُنُوبَنا التي كنا عليها حسب انانيتنا واستر عيوبنا التي كنا متصفين بها قبل انكشافنا بتوحيدك وَقِنا واحفظنا بفضلك وجودك عَذابَ النَّارِ المعدة لأصحاب البعد والضلال عن جادة توحيدك وساحة عز حضورك
الصَّابِرِينَ على عموم ما أصابهم من البأساء والضراء في طريق توحيدك وَالصَّادِقِينَ المعرضين عن الكذب مطلقا في أقوالهم المعبرة عما في ضمائرهم وافئدتهم من الايمان والإذعان وَالْقانِتِينَ الخاضعين الخاشعين إليك بظواهرهم وبواطنهم وَالْمُنْفِقِينَ من طيبات ما رزقت لهم وسقت إليهم طلبا لمرضاتك بلا شوب المنة والأذى وَالْمُسْتَغْفِرِينَ لك الخائفين الوجلين من سخطك وجلالك الراجين منك العفو في عموم أوقاتك سيما بِالْأَسْحارِ الخالية عن جميع الموانع والشواغل العائقة عن التوجه الى جنابك الشاهدين بوحدانيتك
بما شَهِدَ اللَّهُ به لذاته إلا وهي أَنَّهُ لا إِلهَ اى لا ثابت ولا موجود ولا كون ولا وجود ولا تحقق ولا ثبوت الى غير ذلك من العبارات المشيرة الى الذات الاحدية والهوية الغيبية إِلَّا هُوَ الحي الحقيق بالحقية الوحيد بالقيومية الفريد بالديمومية لا شيء سواه وَكذلك بما شهد به الْمَلائِكَةُ المهيمون اى الأسماء والصفات القائمة بالذات الاحدية إذ الكل قائم به ثابت له لا مرجع لهم سواه وَكذا بما شهد به أُولُوا الْعِلْمِ وذووا المعرفة والشهود من المظاهر المخلوقة على صورته المتأثرة من أوصافه وأسمائه المتصفة بها ذاته وان كانت شهادة كل منهم راجعة الى شهادته سبحانه لكون الكل قائِماً متحققا متقوما بِالْقِسْطِ اى بالعدل الإلهي المنبسط على ظواهر الكائنات ازلا وابدا إذ لا إِلهَ اى لا مظهر ولا موجد للمظاهر بل لا موجود ولا ظاهر حقيقة ولا معنى إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الغالب القادر على إظهارها الْحَكِيمُ المتقن في تربيتها وتدبيرها قائلين مقرين معترفين طوعا ورغبة بعد ما تحققوا بمقام العبودية والتسليم
إِنَّ الدِّينَ القويم والشرع القوى المستقيم المقبول المرضى عِنْدَ اللَّهِ الهادي للعباد الى سبيل الرشاد هو الْإِسْلامُ المنزل من عنده سبحانه الى خير الأنام محمد عليه الصلاة والسّلام وَمَا اخْتَلَفَ المعاندون المنكرون لدين الإسلام وهم الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ اى اليهود والنصارى إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما قد جاءَهُمُ الْعِلْمُ اليقيني في كتبهم المنزلة عليهم من عند الله بانه سيظهر الدين الحق الناسخ لجميع الأديان السابقة وقد علموا حقيته بالدلائل والعلامات المبينة في كتابهم ومع ذلك ينكرونه بَغْياً وحسدا ثابتا بَيْنَهُمْ راسخا في قلوبهم ناشئا من طلب الرياسة والاستكبار والعتو والإصرار وَبالجملة مَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ بأمثال هذه الأباطيل المموهة يجازهم على كل منها بلا فوت شيء فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ لا يعزب عن علمه شيء شديد العقاب لمن أنكر آياته سيما بعد ظهور حقيتها
فَإِنْ حَاجُّوكَ وجادلوا معك يا أكمل الرسل بعد ما ثبت حقية دينك وكتابك عندهم مكابرة وعنادا لا تجادل أنت معهم بل اعرض عنهم فَقُلْ أَسْلَمْتُ اى فوضت وسلمت امرى في ظهور ديني ووجهت وَجْهِيَ اى صورتي المخلوقة على صورة الحق المستجمع للكل لِلَّهِ ظاهرا وباطنا وَمَنِ اتَّبَعَنِ من الموفقين على الانقياد والتسليم الى الله في كل الأمور وَقُلْ ايضا يا أكمل الرسل امحاضا للنصح لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعنى اليهود والنصارى وَالْأُمِّيِّينَ وهم الذين لا يأتيهم الكتاب والدعوة أَأَسْلَمْتُمْ بدين الإسلام المبين لتوحيد الله كما أسلمت
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 101